(ريڤيو)
أحببتُه كما لم أُحبَّ كتابًا منذ زمن!
رائعٌ، دافئٌ، حميمٌ، عذْبٌ، حالمٌ، شائقٌ، ممتعٌ، مريحٌ، مفزِعٌ، مُقلِقٌ، مُطمئِنٌ، هادئٌ.. من أجمل ما قرأتُ بحياتي، هذا الكتاب جميلٌ للغاية!
حملني إلى مساحات نفسية وروحية عجيبة، كان الرجل يتحدث عن نفسه وإذ به يَعيث في ذِكرياتي فسادًا، لا ليس فسادًا، فتلك كلمةٌ قبيحة، بل قد عاثَ بعثرةً في ذكرياتي، أَيقظ طفولةً نائمة، ومراهَقةً ضامرة، وشبابًا خَمُل منِّي قبلَ أوانه، وكهولةً مبكرةً طغَت على العقل عُنوةً، فاستخلصني منها “أورهان”!
كتابُه الأول بعد إنجازه، لأقرأه بعد مُصيبتي..
كَتبه بعد اعتراف العالَم، وقرأتُه بعد إنكاره!
كَتبه من مقعد الشبعان، وقرأتُه من بُقعة الجائع..
كَتبه وهو يعرف مَن هو، ويؤمن بقدْرِه وقدَرِه، وقرأتُه وأنا مُرتبِكٌ حول قدْري ومُتحيِّرٌ من مداعبات قدَري..
وعلى الرغم من كل ذلك التباين بيننا، أبهجني وأفزعني، وأطفأني وأدفأني.
جعلني أريد أن أكتب، وأريد أن أتحدث، وأريد أن أبكي، وأريد أن أُحب. والأهم: أريد أن أكون.. أن أكونني فقط.. وأُخلِّص نفسي من كلِّ ما علق بي ممَّا ليس مني.
أحببتُ الرجلَ كاتبًا وإنسانًا، وأظنه سيرقَى -بعد قراءة كتابه هذا- لأن يكون أحد كُتابي المفضَّلين، إن لم يكُن على رأسهم، فأنا أُحب أولئك الذين يكتبون بقلمٍ شفافٍ مَوصولٍ بأرواحهم!
شكرًا أورهان..
كتاب (ألوانٌ أُخرى) مقالات حميمة.
للروائي الحائز على جائزة نوبل للآداب، التركي “أورهان باموق”.
ترجمة استثنائية ممتازة للمبدعة سحر توفيق.
دار الشروق.
سابحث عن الكتاب واشتريه ورقي لكي استمتع قراءته شكر دكتور عماد