كم أَكره أولئك الذين يَحملون شعورًا مفرِطًا باستحقاقهم، يسألونك كأنك مُضطرٌ لإجابتهم، يطلبون منك والرفضُ ليس خِيارًا مَطروحًا في أذهانِهم، يُعاملونك كأنك مخلوقٌ لتسديد احتياجاتهم، وتتنفس -فقط- من أجل رغباتهم، ويجب أن تكون هناك من أجلهم وقتما دعَت الحاجة!
هم لا يستطيعون تصوُّرك إنسانًا لك حياةٌ موازيةٌ هم لا يُمثلون فيها -بكل بساطة وصراحة- سوى هامشٍ ضئيل للغاية! يمارسون نوعًا من الابتزاز إن لَم تمنحْهم لَحمَك قُوتًا، ووقتَك ملكًا، وأُذنَك حقَّ انتفاعٍ بوضع اليد!
الغريب أن ذَوي الاستحقاق المفرِط هم أكثرُ القوم ادعاءً لعدم الاستحقاق، وأكثرهم تشدُّقًا بالحساسية المفرِطة وخشيةِ الإثقال على الناس، وأكثرُهم ثرثرةً حول التفهم والتعاطف! وهم في الحقيقة أطفالٌ ومراهقون وجدانيًّا، يظنون العالَم لم يزل يدور حولهم.
تتمنى لو تَصيح فيهم: “انضُجوا أيها الحمقَى! العالَم مكانٌ مُوحِشٌ ومُقلِقٌ ولا يأبَهُ بأمرِكم، فتقبَّلوا هذه الحقيقةَ، وتعايَشوا معها. لا يُمكن لنا أن نبقَى نُدلِّلكم على مدار الساعة تكفيرًا لخطايا أولئك الذين لم يَعتنوا بِكم!”
تبًّا لهم سائرَ العمر!