مقدمة

الخطوة الثانية من برنامج الاثني عشر خطوة هي نقطة تحول حاسمة في رحلة التعافي من الإدمان. بعد الاعتراف بالعجز في الخطوة الأولى، نحتاج إلى الإيمان بقوة أعظم منا لإعادة الرشد. هذا المفهوم قد يكون جديداً للكثير منا، خاصةً أولئك الذين اعتمدوا فقط على قوة إرادتهم في الماضي.

الحاجة إلى الإيمان

استسلامنا في الخطوة الأولى يتركنا مع حاجة عميقة للإيمان بقدرتنا على التعافي. هذا الاستسلام يمنحنا الأمل، ويفتح عقولنا لفكرة جديدة تماماً: أن قوة أعظم منا يمكنها تخليصنا من الهوس بالمخدرات. في زمالة المدمنين المجهولين، نكتشف مفهوماً جديداً، ومن هذا المفهوم نستمد الأمل ونبدأ في استيعاب معنى الإيمان بأن قوة أعظم منا يمكنها أن تعيدنا إلى رشدنا.

الاستفادة من تجارب الآخرين

نجد أملاً إضافياً بالإصغاء لسائر المدمنين المتعافين. يمكننا مقارنة أوضاعهم قبل الانضمام إلى الزمالة وما آلت إليه تلك الأوضاع بعد الانضمام. الإصغاء لما يُقال في الاجتماعات والاستعداد لتطبيق ما سمعناه على حياتنا يعزز إيماننا بالشفاء.

أهمية المبادئ الروحانية

الكتيب الأبيض لزمالة المدمنين المجهولين ينص على أهمية الصدق، والتفتح الذهني، والاستعداد. لا يعني هذا أن نكون مثاليين، بل أن نبذل أقصى جهد لممارسة هذه المبادئ. يمكننا ممارسة مبدأ الصدق بالإقرار بما نؤمن أو لا نؤمن به حول قوة أعظم منا، ومشاركة الآخرين بذلك.

تطوير التفتح الذهني والاستعداد

التفتح الذهني يتطلب بذل جهد، ويمكننا ممارسته عن طريق الإصغاء للمدمنين المتعافين وشرحهم لكيفية توصلهم إلى الإيمان. العديد منا وصلوا إلى الاستعداد لتجربة شيء جديد بسبب تعبنا من الأساليب القديمة. نظراً لعدم كفاية قوتنا لإعادتنا إلى الرشد، ربما تستطيع قوة أخرى ذلك لو أتحنا لها الفرصة.

العودة إلى الرشاد

شعر الكثير منا بأن كلمة “عدم الرشاد” كانت قاسية كوصف لحالتنا، لكن بواقعية، كنا جديرين بهذا الوصف. العزلة والشعور بالتحكم في حياتنا رغم الدلائل المخالفة كانت سمتنا. الاعتراف بحاجتنا للعودة إلى الرشد هو خطوة أساسية.

الإيمان وقوة أعظم

بغض النظر عن تفسيرنا لمصطلح “تعيدنا إلى رشدنا”، معظمنا يتفق على أنه يعني التغيير إلى نقطة لا تعود فيها حياتنا خاضعة لسيطرة الإدمان. العودة إلى الرشد عملية تستمر مدى الحياة، تختلف من شخص لآخر. الإيمان بقوة أعظم منا يبدأ بتجربة مبادئ جديدة ونرى نتائجها في حياتنا.

قبول الأدلة والتغيرات الروحانية

قبول الأدلة التي نراها يمثل جزءاً من عملية الدخول إلى دائرة الإيمان. بمرور الوقت، نرى نتائج تطبيق هذه المبادئ ونصبح مستعدين لاتخاذ خطوات أكبر. الإيمان بالقوة الأعظم يتطور مع الزمن، ويصبح أكثر رسوخاً وتجذراً.

الأمل والتغيرات العقلية

الأمل الذي نستمده من الخطوة الثانية يغير طريقة تفكيرنا. ندرك أن الإيمان بقوة أعظم يعزز من تعافينا ويساعدنا على التعامل مع التحديات اليومية. العودة إلى الرشد تشمل الامتناع عن التعاطي، حضور الاجتماعات، والاعتماد على القوة الأعظم.

نصائح مقترحة لتطبيق الخطوة الثانية

  1. الإصغاء لتجارب الآخرين: استمع لتجارب المدمنين المتعافين وكيفية توصلهم للإيمان. هذه التجارب يمكن أن تكون مصدر إلهام وأمل لك.
  2. المشاركة في الاجتماعات: احضر الاجتماعات بانتظام وتفاعل مع الأعضاء. المشاركة تساعد على تعزيز الشعور بالانتماء وتقوية الإيمان.
  3. ممارسة المبادئ الروحانية: اعمل على تطبيق الصدق، التفتح الذهني، والاستعداد في حياتك اليومية. هذه المبادئ تساعدك على بناء أساس قوي للإيمان.
  4. التحدث مع الموجهين: تحدث مع موجهك أو مستشارك حول مخاوفك وشكوكك. النصائح والإرشادات التي يقدمونها يمكن أن تساعدك على تجاوز العقبات.
  5. تجربة ممارسات جديدة: كن مستعداً لتجربة ممارسات جديدة تعزز من إيمانك، مثل التأمل، الصلاة، أو قراءة النصوص الروحانية.
  6. كتابة اليوميات: احتفظ بدفتر يوميات لتدوين مشاعرك وتجاربك اليومية. الكتابة تساعدك على التفريغ العاطفي وفهم تجربتك بشكل أعمق.
  7. البحث عن الأدلة: ابحث عن الأدلة على وجود القوة الأعظم في حياتك، سواء كانت في تجارب صغيرة أو لحظات فارقة. هذه الأدلة تعزز من إيمانك تدريجياً.
  8. الصبر والمثابرة: تذكر أن الإيمان عملية تستغرق وقتاً. كن صبوراً ومثابراً، واستمر في العمل على تطوير إيمانك.

الخاتمة

الخطوة الثانية تفتح الباب أمام حياة جديدة مليئة بالأمل والتعافي. من خلال قبول قوة أعظم منا، نجد الدعم والقوة لمواجهة الإدمان وتحقيق حياة أفضل. الانتقال إلى الخطوة الثالثة يعزز من علاقتنا بالله “على قدر فهم كل منا له”، ويعمق من إيماننا وقدرتنا على التعافي.

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
هذه المقالة ضمن النشرة الأسبوعية حيث نعرض مقالات ومرئيات في التعافي ، المشاعر، العلاقات، والوعي والنمو الذاتي
سجل بريدك إذا لم تكن قد اشتركت في النشرة الأسبوعية من قبل
النشرة الأسبوعية تصدر كل جمعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0