جميلةٌ أنتِ كحُزنٍ بَهيٍّ، كلوحةٍ واقعية، كخدشٍ بزجاجٍ رائقٍ مَنح الضوءَ انكساراتٍ كشروخ الحياة فينا. جميلةٌ أنتِ كغيمةٍ تَبكي مَطرًا، كأرضٍ تنفلقُ نَبتًا. جميلةٌ ككل حياةٍ تَنبتُ من التصدُّع والألم!

جميلةٌ أنتِ كحنينٍ مُوجِعٍ للوطن، ككلِّ دهشةٍ فاقَتْ حدَّ الاحتمال، كزلزلة حُسنٍ من فَرطِها غاب الوجودُ وحضرَ الفَناء!

جميلةٌ أنتِ كالحقيقة، والحقيقةُ مَشوبةٌ بالوجع والصدمة! جميلةٌ أنتِ ككلِّ الخطايا الممنوعات، فأكون -وأنا المُتولِّهُ فيكِ- سيَّان لي الرشفُ والمَنعُ بين نَبذَيْن!

جميلةٌ أنتِ كالصرخات لا كالكلمات، فاللغة عاجزةٌ مُعاقة، سِجنٌ قاصِرٌ، ووحدَها الصيحاتُ أكثرُ صدقًا والتِصاقًا وأعصَى على التريُّثِ مِنَّا والانتقاء.

جميلةٌ أنتِ كقصيدةٍ رائقةٍ تمرَّدَتْ على القوافي وخلعَت الأوزان، فكانت أصدقَ بينما تلفظُ صاحبَها الأُمسياتُ!

جميلةٌ أنتِ كانتظارِ الفرَج، كشَوق الأحِبَّةِ، كزقزقةِ عصفورٍ يتغنَّى ليُوقظك بعد ليلةِ سُهاد! جميلةٌ أنتِ كثَورة، كنشيجٍ بَعد مَرثية، كحُداء السُّراةِ، كظُلمةٍ ناعمةٍ تُظهِر لمعةَ السماء، فأتنعَّمُ بينما أنظر وأتيه!

جميلةٌ أنتِ كما الأنثى، تُخيِّر الذكورةَ بين قُربِها والخلود، بين حُسنِها والجِنان، بين الرغدِ وقضمةٍ من تفاحةِ الغوايةِ مَعسولةً بلمستِها. جميلةٌ كالأنوثة التي لا ترضَى سوى الشقاءِ قُربانًا، ولسانُ حالِها يقول: “كيف تبحث عن تلذُّذٍ، إن ظَفَرتَ بقُربِي!” جميلةٌ أنتِ كغوايةٍ تأبَى اشتراكَ مَصادِر اللذةِ على قلبي دونَها!

تعليق واحد على “غزَلية

  1. هدى طاهر يقول:

    كلمات راقية معبرة ، كل سطر فيها نسجت منه لوحة فنية وبعض السطور زاخرة بأكثر من لوحة فنية
    دام قلمك ودامت سطورك لكل متابعينك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0