تم النشر بتاريخ 19 إبريل 2021

أسوأُ خصائص المرأة، وقلَّ مَن خلُصَت مِن مثلها: أنها إذا أحبَّت ولم تنَلْ مَن تُحب، غابَ عنها الإنصافُ إطلاقًا في الحُكم على هذا الشخص، ومالَت لرؤيته رؤيةً سلبيةً، بل ربما شهدَت -ظُلمًا- بسوئِه!

وكم رأينا من رَجلٍ لاقَى أبغضَ العداوات فقط لأنه لم يستطِع أن يُبادِلَ فتاةً ما حُبًّا بحُبِّها! وإنني لأراه نوعًا من الدفاع النفسيِّ يُحركه جرحُ كرامتها؛ فالأسهل أن يكون التصوُّر: (هو رَجل سيئ، لم يكن يستحق مَحبتي ابتداءً، وقد حماني اللهُ منه)، من أن يكون التصوُّر الواقعي المؤلم: (هو رجل جيد، ولسبب ما لم يستشعر تجاهي حُبًّا، ولَم أَرُقه)، فلْنتَبنَّ التصورَ الأولَ، الدفاعيَّ، اليسير!


وبالتالي: كلُّ مَن رفضها أو تركها أو لم يُطق عِشرة امرأة ما، قد صار متلاعِبًا أو نرجسيًّا أو مؤذِيًا، لا يمكن -قط- أن تجِد إنصافًا يقول إن بعضهم كانوا رجالًا جيدين اختاروا ألَّا يخوضوا علاقة حُب مع امرأة ما.

ومع تعالِي اللطميات النسوية والعزف المشترَك، صِرنا نَرى تصورًا خفيًّا ساذجًا وطفوليًّا: (الرجال سيئون والنساء ناجيات)!

وصرنا تحت رحمةِ سوطٍ اجتماعيٍّ وابتزازٍ ثقافي: (إما أن تُحبني وتُكمل حياتَك مُحاوِلًا إرضائي)، وإما أن تتحوَّل إلى مُؤذٍ جديد ووغدٍ آخَر!

فماذا عن اختياري؟

ماذا عن كونِكِ لا تروقينني، بكل بساطة!

ليكون الجواب غالبًا: أنتَ زرعتَ هذا الحبَّ داخلي، أنتَ أنشأتَه وخَلقتَه، أنت بلسانك المعسول ولُطفك الزائد!

والآن، بات عليك أن تتحمل مسؤوليتك عن هذا الحب معدوم النَّسب للذات، وتَنسبه لذاتك، وتحيا ترسُف في أغلال العَيش جِوار امرأةٍ لا تُطيقها، فقط لأنها أَعلنت عليك الحُبَّ إن قَبِلتَ، والحربَ إن اخترتَ!

ثم تستغل بعضُ الحمقاوات الزخمَ النسويَّ والقضيةَ القدسية للمرأة، لتمرير هذا الخبل، ولتصفية حساباتٍ مع رجالٍ كان جرمهم الرئيسي أنهم -ببساطة- استخدموا حقَّهم الطبيعيَّ في.. الرفض!

وهكذا صار كلُّ راحل.. هو مُجرم باختياره الرحيل.

وكل شخص قد كَرِهَ عِشرةً أو نفرَ من قُربٍ، هو مؤذٍ لأنه لم يتمكن من ادعاء استدامة الهوى.

وصارت كلُّ علاقة أدَّت إلى انفصال -غالبًا- ما ستجدُ سرديةَ: الوغد الراحل والضحية الصابرة.

مما يجعلك تتساءل أحيانًا: أين مساحات الحرية والإرادة في العلاقة مع امرأة شرقية؟!

تعليق واحد على “جريمةُ الرفض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0